السفينة الألمانية "كاثرين" أثارت جدلاً واسعاً بعد رسوّها في ميناء الإسكندرية في أواخر أكتوبر، حيث وُجدت تساؤلات حول طبيعة حمولتها ووجهتها النهائية. فقد نشرت وسائل إعلام وتقارير دولية معلومات تُشير إلى أنها تحمل شحنة من المتفجرات يُزعم أنها موجهة إلى (إسرائيل). ومع ذلك، جاءت التصريحات الرسمية المصرية متضاربة حول هذا الأمر، مما زاد من تعقيد الموقف.
في البداية، نفت مصادر مصرية رسمية استقبال السفينة لأي شحنة متجهة إلى (إسرائيل)، وأكدت قناة القاهرة الإخبارية أن هذه الادعاءات كاذبة. كما نفى المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية أي تعاون مع إسرائيل في العمليات العسكرية، ولم يُشر مباشرة إلى السفينة. في المقابل، أصدرت وزارة النقل المصرية بياناً يؤكد وجود السفينة في ميناء الإسكندرية، مشيرةً إلى أن حمولتها تخص وزارة الإنتاج الحربي ومتجهة إلى تركيا، وليس إلى (إسرائيل).
وفي ضوء هذه التناقضات، استمر الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي وبين الشخصيات العامة، حيث اعتبر البعض أن استقبال السفينة في مصر قد يمسّ بسمعة البلاد ويثير الشكوك حول دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية. وانتقد ناشطون حقوقيون ومسؤولون سياسيون مصريون ما أسموه "التضارب" في الرواية الرسمية، مطالبين الحكومة بتقديم توضيحات حول هذه القضية لضمان الشفافية والالتزام بالموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
ورغم نفي الجهات المصرية وجود علاقة للسفينة بـ(إسرائيل)، لا يزال الأمر قيد التناول الإعلامي في بعض الأوساط، مع مطالبات بضرورة توضيح الموقف الرسمي بصورة أكثر شفافية، خاصة في ظل ما أشارت إليه صور الأقمار الصناعية التي أظهرت السفينة أثناء إفراغ حمولتها في الرصيف الحربي بميناء الإسكندرية.